الثلاثاء، 12 مايو 2009

افتقاد الثقافة التنظيمية يهدد بفشل المشاريع التجارية

نأسف على الهدر والخسارة التي يتكبدها الفرد والمجتمع والتي كان بالإمكان تجنبها بتطبيق ولو الحد الأدنى من علوم الإدارة في مجال إدارة المنشآت، ويتعاظم الأسف مع تنامي اللوحات المعنونة " المحل للتقبيل" "المحل مغلق" ونتوقع أنه لو كان لدى صاحب المنشأة إحاطة بأولويات المنشآت الواعدة لأمكن تجنب الخسارة أو التقليل من آثارها فما هي: أولويات المنشآت الواعدة؟

تنحصر أولويات المنشآت في أربع أولويات هي: مرتبة حسب أهميتها :

-1 البقاء : قدم علماء الإدارة نصائح نافعة وأسبابا ناجعة في كيفية التخطيط لبقاء المنظمة ومن أشهرها كتاب " وجدت لتبقى" (Built to Last) ويفترض العلماء أن عمر المنظمة يجب أن يكون أطول من عمر مؤسسها، ويجب أن يسخر المزيج التسويقي الذي يحتوي السعر المغري، والموقع المناسب، والمنتج عالي الجودة، والإعلان الفاعل لترسية دعائم المنظمة ويجب توجيه كل عائدات المنشأة في هذه المرحلة لتقوية التأسيس وضمان استمرار المنشاة حتى في ظل ظروف تدني الدخل أو انقطاعه أحيانا

-2 الربح: الربح هو ثمن بيع السلعة ناقص تكلفتها و تصنف التكاليف بدورها إلى تكاليف ثابتة وتكاليف تشغيلية، وعادة يكون هامش الربح محددا بشكل نسبة عائد على رأس المال، ويجب الحذر من أن التكاليف الثابتة تستعاد جزئيا على حياة المشروع ولا يمكن استرجاعها من السنة الأولى، كما أن تكاليف التشغيل مستمرة ومثل الدورة الدموية لا يصح إنقاصها، وما بين الحرص على استعادة رأس المال بأقصى سرعة وعدم الحرص على توفير المصاريف التشغيلية من خلال السحب غير المدروس من عائدات المنشأة يتم الإجهاز على المنشأة واتهامها جهلا بأنها لا تدر ربحا ولا تأتي بخير ويجب تصفيتها أو التنازل عنها للعمالة الأجنبية.

-3 التطوير: تحتاج المنشآت إلى عمليات تحسين مستمر وهي مهمة تخطيطية بحثية إبداعية ينشغل عنها أصحاب المنشآت بأعباء التنفيذ وتظهر آثارها في ترهل المنظمة وتفاقم مشاكلها وتناقص عملائها وتدني مستوى خدماتها وللأسف تتصاعد مشاكل الأداء المتعلقة بالبشر أو النظم أو التقنية من مجرد تحديات بمكن معالجتها إلى مشاكل باهظة التكاليف ثم إلى أزمات تعوق الأداء وأخيرا إلى كوارث تزهق روح المنظمة.

-4 التوسع والانتشار: إذا تجاوزت المنظمة مرحلة البقاء وحققت الربح وتحسنت منتجاتها يتوقف أصحاب المنشآت عن فتح الفروع والتوسع والانتشار مما يعطي فرصة للمنافسين للانتشار والسيطرة على الحصة السوقية الكبرى مما يترتب عليه زيادة إمكانات المنافسين إلى الدرجة التي تمكنهم من التهام المنشأة الناجحة بالطرق السليمة وغير السليمة. ومن الطرق المعوجة إغراء منسوبي المنشأة بالمرتبات العالية والمزايا الأفضل

وغير ذلك مما هو مشاهد في سوق تنافسية لا حياة فيها للضعفاء،

والعبرة أن أصحاب المنشآت أو من يديرونها عليهم حيازة المهارات والمعارف اللازمة لأولويات منشآتهم أو الاستعانة بمستشارين متخصصين في علم الإدارة للمساعدة في إيجاد ثقافة تنظيمية وخطط استراتيجية وطارئة تضمن للمنشآت البقاء، والربح، والتحسين المستمر والتوسع والانتشار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق