الجمعة، 15 مايو 2009

الإصلاح الإداري

البيروقراطية ونظم العمل التقليدية ، وطرق التفكير المألوفة ، التكرارية ، الرقابة ، المركزية والهياكل التنظيمية الجامدة ، عدم امكانية تخطي الحدود ، التغيرات المفاجئة في اتجاه سياسة العمل ، والتركيز على الأهداف قصيرة المدى ، ناهيك عن الفجوة بين الواقع والطموح في الإدارة والتي تتمثل في هدر الموارد ، القصور في القيادة الإدارية وعدم الثقة بها والضعف في منهجية قيادة التغير للمؤسسة أو عدم تقبلها والنقص في ادارة المعلومات والتكنولوجيا، ضعف العلاقات الإنسانية بين الموظفين ، وانعدام التشجيع اوالتحفيز وفقدان الأمن الوظيفي ... تلك هي اهم اسباب اخفاق الإدارة لتحقيق اهدافها .
ان التغيرات المتسارعة والأحداث المتلاحقة التي نشهدها في عصر العولمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي في الميادين الإقتصادية ، السياسية ، الإجتماعية ، التقنية والثقافية تفرض علينا اعادة الثقافة التنظيمية واسلوب ادارة الموارد الموارد البشرية والأخذ بالمفاهيم الحديثة في الإدارة اذا ما اردنا تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية ،فكانت الحاجة الى تغيير الأساليب الإدارية التقليدية وتبنى المفاهيم الإدارية الحديثة التي تتلاءم مع التغيرات ، ولن يتأتى ذلك الا بأخذ الترتيبات اللازمة وفق رؤية واستراتيجية مخطط لها أخذا بأساليب الإدارة الحديثة : كالإدارة بالأهداف ، الإدارة بالإستراتيجية ، ادارة الجودة الشاملة ، اعادة هندسة العمليات ( الهندرة ) بهدف تحقيق جودة العمل وسرعة الآداء ، تقليص الجهود ، وتخفيض التكلفة .. الا أن تلك المفاهيم تعتبر موضوعات حديثة على ثقافة المنظمات الحكومية خاصة ،ولن يكون سهلا تبنيها وتطبيقها ، لما تحدثه من تغيرات جوهرية في ثقافة المنظمة واسلوب ادارتها للموارد البشرية الأمر الذي قد يؤدي الى اصطدام ينتج عنه تعثر واخفاق في النتائج لما تمثله من تحدي للقيم والمعتقدات التقليدية السائدة في المنظمة ، ولإحداث تحسينات جوهرية يلزم اعادة التفكير بصورة اساسية واعادة التنظيم بصورة جذرية والتركيز على مفاهيم التمكين والإبداع والإبتكار والأدوار السلوكية للمشاركة في القرارات وايجاد مناخ ملائم والعمل على رفع مستوى الوعي وتنمية المهارات الإدارية والفنية السلوكية .. ولن يكون ذلك مستحيلاً اذا ما تم تحديد الأهداف ورسم الخطط واتخاذ استراتيجية واضحة تبدأ بتغيير الفكر الإداري وبناء الثقافة التنظيمية الجديدة ومعرفة مدى توافقها مع مفاهيم وقيم واسس ومعتقدات وسلوكيات افراد المنظمة لتصبح لاحقا واقعا ملموساً ، ثم تأتي اهمية تسهيل الإتصالات على كافة المستويات الإدارية والقيادية والتركيز على الأفراد واحتياجاتهم واشراكهم في عملية التحسين والتطوير والتعديل لأساليب العمل الفعالة باعتبارهم القوى المحركة للعمل ، وعلى الإدارة ان تخلق بيئة تثير الحماس وتساعد على الإبتكار وتنمي الإحساس بالمسؤولية لدى الموظفين باعتبارهم خط المواجهة الأول ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق