الجمعة، 15 مايو 2009

المناخ التنظيمي المدرسي

عندما يغيب مفهوم المناخ التنظيمي عن فلسفة الإدارة المدرسية تتحول المدارس إلى ساحات للصراعات التنظيمية وتشهد البشرية تغيرات لم تسبق إليها من قبل , متسمة هذه التغيرات بالشمولية والعمق والسرعة , وتتطلب هذه التغيرات الكثير من أفراد المجتمع لمواكبتها , فهي بحاجة إلى معارف تراكمية ضخمة , و مهارات ذات دقة متناهية , وقيم راسخة فاعلة . كما تطلبت هذه التغيرات المتسارعة مواجهة العديد من العقبات والصعوبات التي تنشأ تلقائية من ممارسة العمل ونشاطاته المختلفة .
فالعصر الذي نعايش وبجد مصنع لتوليد الضغوط المادية والمعنوية سواء على المستوى الأسري أو الاجتماعي أو الاقتصادي إلى غيرها من المجالات الحياتية , ويعد العمل ونشاطاته المختلفة نهر لا ينضب من المعوقات والصعوبات التي نواجهها كل يوم . ومن هنا تنشأ علاقات متشعبة بين أفراد المؤسسة التربوية لإشباع حاجاتهم وتحقيق مصالحهم كما يسعون إلى خدمة المؤسسة على أحسن وجه ممكن .
ومن هنا تظهر الأهمية القصوى لتوفير المناخ التنظيمي الصحي والذي يساعد بدوره على تخفيف الضغط وإزالة التوتر عن أفراد المؤسسة التربوية .. وعندما نطلق مصطلح المناخ التنظيمي نقصد به المكان الذي يمارس فيه العمل والعوامل المحيطة به وأسلوب التعامل وكيفية تفاعل القوى البشرية الموجودة مع بعضها البعض .
* ـ ويعرف المناخ التنظيمي بأنه (القيم والعادات والتقاليد والأيدلوجيات , والأذواق والطبقات الاجتماعية وتأثيرها على العملية الإدارية وسلوك العاملين في التنظيم) ومن هنا نلمح تأثير المناخ التنظيمي على أفراد المؤسسة التربوية فإن كان المناخ التنظيمي معتلا أدى إلى الكثير من الخسائر المادية والبشرية , كما يؤدي إلى فقدان الأفراد للثقة في المؤسسة التربوية , وظهور ظاهرة التسرب الوظيفي , وكذا قلة الإنتاجية , كما يؤثر في سلوك الأفراد والجماعات ومواقفهم تجاه أعمالهم ومؤسساتهم والتي بدورها ترهق كامل الاقتصاد الوطني .
* ـ وعليه فإن الإدارة المدرسية معنية بحماية أفرادها من الضغوط التي تنتج من ممارسة الأفراد لحياتهم الاجتماعية وحمايتهم كذلك من الضغوط الناشئة من الممارسات التربوية لعمليتي الضبط الإداري وتنفيذ عمليتي التعليم والتعلم سواء كانت هذه الضغوط داخلية أو خارجية فهي معنية برصد ومتابعة هذه الضغوطات وإزالة تلك المعوقات وتخفيفها عن العاملين بالمؤسسة التربوية حرصا منها على توفير المناخ التنظيمي الصحي الذي يوفر لأفراده الحماية القصوى من الضغوط الداخلية والخارجية للوصول بالمؤسسة التربوية إلى أقصى فعالية تصل إليها وأجود كفاءتها تمتلكها .
* ـ وغالبا ما تسعى الإدارات المدرسية إلى تحسين وتطوير الميادين التي تعنى بها ومن هنا تكمن أهمية دراسة المناخ التنظيمي والذي يسهم بدوره في تطوير بيئة العمل ونظمه وعملياته .
* ـ ويعد المعني الأول بدراسة المناخ التنظيمي هي الموارد البشرية لذلك التنظيم فكلما كان المناخ التنظيمي مساندا للعاملين مشبعا لحاجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والسيكولوجية كان ذلك مدعاة لزيادة كفاءة وفعالية المؤسسة التربوية , ولهذا يتوجب توفير العناصر الرئيسية للمناخ التنظيمي من بيئة عمل مناسبة , وأمن وظيفي مميز , ونشر ثقافة تنظيمية رائدة ,وإنشاء علاقات تنظيمية فاعلة , وممارسات إدارية واعية , تتيح للأفراد النمو والتطور للاستفادة الأقصى من قدراتهم ومهاراته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق