الجمعة، 15 مايو 2009

رؤيا فلسفية في واقع التثقيف العمالي

تستلزم التغيرات التي طرأت على واقع الطبقة العاملة الفلسطينية وحركتها النقابية، تحديد فلسفة للتثقيف العمالي الفلسطيني يراعى فيها الواقع العمالي الفلسطيني، وارتباطه بالواقع الاقتصادي من هنا لا بد من تحديد خطوط عامة لفلسفة التثقيف التي نحتاجها ودراستها بشكل معمق لتفصيلها.



* اولاً:- التثقيف يربط بين التنظيم والممارسة.



تكسب الحركة العمالية قوتها بالربط بين الثقافة والتنظيم لتتمكن من احتلال دورها الوطني ومكانتها الاجتماعية ولا تستطيع امتلاك حريتها الا بثقافة اجتماعية وهذا يتطلب البحث والتدقيق في الاشكال التنظيمية والتثقيفية الافضل والتدقيق في اشكال نضالها وكيف يمكن الربط بين الشكل البرنامجي ( النقابي) والشكل التنظيمي ( الهيئات واللجان) والشكل النضالي السلمي المشروع.



* ثانياً:- التثقيف جانب من عملية بنائية شاملة.



وظيفة التثقيف هو الارتقاء بدرجة تماسك واداء الاتحاد وتفعيل دور لجانه الوسيطة والموقعية والمهنية والنجاح من خلال تكوين خبرة مهنية وخلق وعي ملموس لدى العمال بمصالحهم المباشرة وارتباطها بالتنمية الاقتصادية والثقافية وطرق النضال لتحقيقها. وتشكل الخبرة المهنية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والثقافية احد العناصرة الرئيسية التي تمكن النقابات من تعزيز دورها في الحياة العامة للبلاد، انطلاقا من هذا فان التثقيف العمالي يمكن ان يستند على العناصر التالية:-



أ) برنامج تثقيف ديمقراطي يستمد من طبيعته المشكلات الحياتية والمعيشية للعامل في المهنة المحددة وفي سياق ظروفه الخاصة ينشأ استعداده للانتظام من اجل حل المشكلات الخاصة به والعامة ( المشتركة ) مع غيره من ابناء المهنة في موقع العمل وصولاً الى اللواء فالوطن. وبرنامج النقابة يصوغ مجموع المشكلات النقابية ويدعو العمال الى الانتظام من أجل تحقيقها ولا تحل الهيئة الادارية للنقابة واي افراد منها محل العمال في هذا النضال ( الابتعاد عن بيروقراطية العمل )



ب) العلاقات التنظيمية الديمقراطية التي تقوم على حق عموم العمال المنسبين لنقابة معينة بغض النظر عن لونهم او جنسهم او رأيهم او درجة وعيهم بانتخاب هيئات النقابة القيادية وحقهم في انتخاب ممثليهم لهيئات الاتحاد المختلفة دورياً من ادنى الى اعلى وحق القاعدة العمالية بتقرير مواقف وبرامج الاتحاد المختلفة.



ج) ان الدور الوطني للنقابات والاتحاد يستند على الربط بين النضال الطبقي النقابي الاجتماعي المستمد من طبيعة الهموم والمشكلات اليومية للعمال وبين النضال الوطني ضد الاحتلال وقوانين الاقتصادية والسياسية وما ينجم عنها من استغلال وظلم وتمييز.



د) يجب ان يهدف برنامج التثقيف العمالي الفلسطيني الى الارتقاء بدور الحركة العمالية الفلسطينية في الحركة العمالية العربية والعالمية من اجل ابراز دورها في البناء الاقتصادي والتنمية وتعزيز معايير الاستقلالية والديمقراطية للمنظمات غير الحكومية وتطوير دورها وفق الظروف الخاصة بفلسطين.



دائرة التثقيف العمالي / سلفيت



سكرتير الدائرة



( الواقعية العمالية...... وأهمية التخصص )



بعد الإضافة الجديدة التي أقرها الإتحاد العام ضمن الهيكلية العامة للإتحاد لنقابات العمال في الضفة الغربية .. تم تشكيل اللجنة الثقافية المختصة " بشؤون التثقيف العمالي" لكافة الأقاليم في الضفة الغربية وقطاع غزة.. حيث أن هذا التعديل المتقدم .. جاء كفكرة مختبرة للرفع من كفاءة العمال وقدراتهم الثقافية.. والعمل على إيجاد كادر عمالي متخصص بهذا الجانب.. وذلك على ضوء القاعدة العلمية التي تقول " التخصص يؤدي الى التكامل" .. وفكرة دائرة التثقيف العمالي التي ساهم في تنسقيها وتنظيم علاقاتها الزميل المناضل علي العائد من الدنمارك.. وهو ناشط نقابياً وعلى علاقة مع المؤسسات النقابية الدنماركية وخاصة إتحاد النقابات العامة في الدنمارك"SID”.... فعندما تقرر إنشاء هذه الدائرة التثقيفية لم يهدف منها إبراز الصورة النظرية فقط.. وتقدم الأتحادات النقابية العمالية... بل لتكون الحلقة المركزية في سلم الفهم العملي والتكوين الفكري تخضع تحت جذر المعرفة المقرونة بعمل واقعي وموضوعي بعيد عن النزعات الميكانيكية.. والإنعزالية بمعنى آخر الدائرة التثقيفية للأولوية والأقاليم.. مفروضة على المؤسسات والمنظمات النقابية لخلق جسم عمالي متقدم طبقياً وثقافياُ... متفهم لكل ما يجري على أرض الواقع من استلاب وقرصنة لحقوق ومصير العامل الفلسطيني.. الى جانب تحقيق قدرة تثقيفية متحركة حول حقوق وواجبات العمل.. والأهمية الفعلية لأنتماء العمال للنقابات والمؤسسات العمالية في الضفة الغربية وقطاع غزة.



كما ان فكرة التثقيف العمالي لم تقتصر على ما ذكر بل ستكون الأداة الفعلية.. لتجميع الطاقات العمالية المتصاعدة في توربيدات العمل النقابي وذلك لتشغيل المنهاج التعليمي والتثقيفي لكافة قطاعات العمال على أُسس المرجعية الفلسطينية / وحركة تطور الطبقة العاملة.. ومؤسساتها النقابية والعمالية وهذا المنهاج التثقيفي الذي سيعتمد لن يكون نقله ميكانيكية للمنهاج العمالي العالمي بل نقلة علمية لأنجازات باهرة.. تقف موضوعياً على عتبة منعطف رئيسي في مسار عملية الأنتقال لواقع عمالي موازي ومتقدم.. وهذا الأنتقال يتراوح أمام إستحقاقات الأنتقال من أطوار هذا العملية البنائية.. لقد أنجزت الدائرة البنائية للتثقيف العمالي ونجحت الأقالييم والألوية في تجاوز التمديد الهيكلي.. وفي مجال الإنسجام الفعلي لواقعنا المحدد... حيث بدأت حاجات أستمرار النمو والتقدم تتطلب بألحاح الى بناء دائرة معارف عمالية " تبرز واقع الطبقة العاملة الفلسطينية " وان كانت موجودة فيجب إحياء بنك المعلومات وتشييد الدوائر المكتبية.. ونسج العلاقات مع المؤسسات العمالية داخل الوطن وخارجه، لأن القدرات والكفاءات العمالية المختصة متوفرة وناضجة لإحداث هذه النقلة وتسريعها.. ولكن على أساس ان لا تتناقض مع الشكل الأداري والمصالح الطبقية، وان كان أحداث هذه النقلة يتطلب تعزيزاً واطلاق روح المبادرة في أدارة وتنشيط وتحديث هذا النموذج ... وضمان توافق هذا المنهاج مع حاجات الطبقة العاملة وواقعها الفلسطيني الخاص، وهذه الأحداث تتطلب إشاعة الديمقراطية في المؤسسات النقابية والأتحادات العمالية أي ان الديمقراطية الفعلية هي التي تحقق الدرجة القصوى من روح المبادرة والعمل الجماعي التي تُحفز على التحديث والتطوير للمنهاج التثقيفي بهدف التمديد في شكل المنهاج وواقعية.. وعمق الجهد ومصداقيته وهو الذي يحقق التوافق والتوازن.. بين الواقع وحاجاته.. والمرحلة و متطلباتها.. بأقل درجة من الجهد.. بين مواد التثقيف ومواقف الدوائر العمالية... وحاجات العمال الذين هم أنفسهم محدثين هذا المنهاج الديمقراطي الواقعي والمتقدم، والذين يتخذون قرارات الفعل والأنتاج بشكل ينسجم مع حقيقة المفهوم العمالي الفلسطيني/ وحاجاتهم وواجباتهم.. وأي كان المنهاج التثقيفي قادراً على ادراك حقائق الماضي والحاضر.. فمن الطبيعي تماما أنه قادر على إستئناف الأتجاه العام للمعالم الرئيسية لمسيرة تاريخ الحركة العمالية ونحو المستقبل.. وأذا لم يدرك هذا المنهاج حدوده الواقعية هذه فأنه يزيد من دائرة العلم الموضوعي الواقعي.. الى دائرة التنجيم " وقلب الفنجان" ولذلك يجب الإصرار على السمة النسبية والواقعية للمعرفة والتحضير كونها لا تقدم وصفات جاهزة.. ونهائية مكتملة.. بل هي تكتمل عبر المجالس العملية للحركة العمالية.. هذا ما يتطلبه الواقع العمالي من الجهة النظرية والتمديد العملي للمنهاج التثقيفي.. و متطلبات المرحلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق