السبت، 16 مايو 2009

عرض تجارب رائدة لمؤسسات رعاية الأيتام على مستوى الوطن العربي والإسلامي

المقدمة

عانى المجتمع السوداني منذ عام 1983 كثيرا من العوامل الطبيعية كالجفاف والتصحر وكوارث السيول والأمطار والفيضانات والمجاعات والأوبئة إضافة للعوامل البشرية كالحرب الأهلية في جنوب السودان وحرب دارفور والتي تسببت في إزهاق الأرواح والتفكك الأسري ونزوح أهالي تلك المناطق وقد أدى ذلك إلى تغير في الأنظمة الاقتصادية في الدولة مما نتج عنها من مشكلات كالبطالة وزيادة الفجوة الاجتماعية والاقتصادية من فئات المجتمع .
أضعفت تلك الظروف من قدرات الدولة على سد الاحتياجات الاجتماعية وسط تدفق النازحين إلى العاصمة القومية الخرطوم مع ظهور المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المجتمع.
ولا يخفى على أحد أن تلك الظروف تزامنت مع تغير الأنظمة السياسية والحروب الأهلية لبعض الدول المجاورة مثل أرتريا وأثيوبيا ... الخ وأدى ذلك إلى كثرة اللاجئين والمهاجرين إلى المدن السودانية والعاصمة بصفة خاصة مما شهد ضغط متزايد على الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية التي تقوم بها الدولة تجاه أفراد المجتمع .
إن المشكلات البيئية والسياسية والمجاعات والحروب الأهلية أفرزت أعدادا كبيرة من أفراد المجتمع السوداني من أطفال متشردين وأيتام وكان ذلك سببا لقيام المنظمات الطوعية الوطنية لتقديم المساعدات الإنسانية والخيرية لهؤلاء . وأيضا زاد عدد المنظمات الطوعية الأجنبية التي توافدت إلى السودان في تلك الظروف .
والجدير بالذكر أنه لم تقم منظمات تهتم بكفالة الأيتام في وقت مبكر بل كانت هناك منظمات تقدم المعونات والمساعدات إلى الشرائح المتضررة بالظروف المذكورة أعلاه وتضمنت تلك الشرائح الأيتام وهى الفئة التي في حاجة ماسة إلى رعاية خاصة وكفالة مباشرة نتيجة فقدانها للرعاية الأبوية وبالرغم من أن مجموعات غير بسيطة تهتم بشئون الأيتام منذ التسعينات إلا أن عددها بسيط مقارنة بتزايد عدد الأيتام لازدياد عدد شهداء الحروبات .

وبما أن الأعمال الخيرية من المنظمات التي اهتمت بكفالة اليتيم وتنمية المجتمع في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية فقد رأت الباحثة أن تقوم بدراسة حالة الأرامل اللاتي يدرسن بمراكز تنمية المرأة والمجتمع جامعة النيلين وذلك لإبراز دور مؤسسات التعليم في مساعدة اليتيم وذلك من خلال تنمية قدرات أم اليتيم في جميع المجالات .



مشكلة الدراسة :ـ

بالرغم من كثرة عدد المنظمات الطوعية الأجنبية والوطنية في السودان إلا أن القائمين بدور كفالة الأيتام قليل جدا مع كبر حجم عدد الأيتام لذا قامت هذه الدراسة لإبراز تجربة مراكز تنمية المرأة والمجتمع جامعة النيلين كتجربة متميزة وحديثة مع منظمة الأعمال الخيرية حيث أن فكرتها تهتم بالأرامل في برنامج تدريب تعليمي وتثقيفي مدته عام دراسي كامل تمنح الدارسة شهادة تنمية القدرات من مراكز تنمية المرأة جامعة النيلين .

أهداف الدراسة :ـ

تهدف هذه الدراسة لتوضيح دور مراكز تنمية المرأة والمجتمع في رعاية أمهات الأيتام من خلال البرامج الدراسية .

إبراز دور مراكز تنمية المجتمع كتجربة حديثة وفريدة في تنمية المواهب ورعاية الملكات لدى المرأة وبناء قدراتها والتي تنعكس في تنمية مجتمعها.



أهمية الدراسة :ـ

تأتى أهمية هذه الدراسة في :

المساعدة في رسم سياسة تربط بين مؤسسات التعليم العالي والمنظمات الطوعية .

تنمية قدرات الأرامل للاعتماد علي نفسها في رعاية أبناءها .

بناء قدرات المرأة للمساهمة في تطوير وتحديث المجتمع الذي حولها أولا ثم المجتمع بأكمله .

فروض الدراسة :ـ

التجربة الموجهة المدروسة الإيجابية تنعكس على المجتمع المستهدف

هناك علاقة ترابطية بين مؤسسات التعليم العالي والمجتمع .

تعليم وتدريب الأرملة (أم اليتيم ) يؤدى إلى الاستقرار الأسري .



منهج الدراسة :ـ

يتبع الباحث :

المنهج التاريخي

المنهج الوصفي

منهج دراسة الحالة

أدوات الدراسة :ـ

المصادر الأولية من ( مراجع ـ رسائل علمية ـ أوراق عمل )

المقابلة.

الاستبيان.

مجتمع الدراسة :ـ

يشمل مجتمع الدراسة أمهات الأيتام (الأرامل ) منظمة الأعمال الخيرية اللاتي يدرسن بمراكز تنمية المرأة والمجتمع جامعة النيلين.

حدود الدراسة :ـ

الحدود الزمانية من مايو 2007 ـ أغسطس 2007
الحدود المكانية ولاية الخرطوم

مصطلحات الدراسة:ـ

هناك مصطلحات تكررت في هذه الدراسة مثل:

المنظمة الطوعية :ـ

وهى المنظمات غير الحكومية ( NGOS ) والتي تعمل في مجال الرعاية والخدمة والتنمية الاجتماعية .

اليتيم:ـ

وهو من توفى والده دون سن الرشد ولم يبلغ الحلم لأن بلوغ الحلم ينفي صفة اليتم.

الكفالة:ـ

تعنى ضم اليتيم والإنفاق عليه والقيام بواجباته والاهتمام به وفي القرآن الكريم
قال تعالى :ـ ( وكفلها زكريا ) صدق الله العظيم
( سورة آل عمران الآية 37 )





الفصل الأول: كفالة الأيتام في السودان

المجتمع السوداني يتميز بقدر كبير من الترابط والتكاتف الذي يظهر في قيمه المتأصلة كالفزع والنفير وفي نظام الأسرة الممتدة التي تتحمل التزامات اجتماعية واقتصادية. فقد عرف نمط الكفالة المجتمعية منذ زمن بعيد ويقصد بالكفالة المجتمعية تلك التي تتم تلقائيا داخل المجتمعات المحلية حسب العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة مثل زواج الأقرباء من الأرامل ذوات الأيتام لرعايتهم وأيضا زواج العوض حيث يتزوج الأخ من أرملة أخيه.

ثم توجيه الجهود الشعبية والحكومية نحو إعطاء الأولوية للأيتام من خلال برامج الأسر المنتجة والبرامج الصحية والنفسية وحمايتهم في عام 1994 أصدر قرار إداري بتكوين مجلس خاص عرف باسم " المجلس القومي لرعاية الأيتام " والذي يهدف إلى إنشاء مؤسسات وقفية لصالح كفالة الأيتام ورسم السياسات الخاصة بخطط وبرامج كفالة الأيتام وبجانب هذا المجلس هناك بديوان الزكاة بولاية الخرطوم إدارة خاصة لكفالة الأيتام

أنماط الكفالة في السودان : ـ

الكفالة المجتمعية:ـ

وهي التي يكفل مسئولياتها المجتمع عن طريق الأسر بطرق تقليدية وأيضا كفالة الجد لأحفاده أو العم لأبناء أخيه أو كفالة الأقارب أو زواج الأم.

الكفالة داخل الأسر:ـ

وهي التي تتكفل المنظمة باليتيم داخل أسرته بعد إجراء الدراسة الميدانية التي توضح المستوى الاجتماعي والاقتصادي لأسرة اليتيم واستيفاء الشروط المطلوبة.

الكفالة داخل المراكز الاجتماعية:ـ

وهي التي تكون داخل المراكز الاجتماعية للمنظمات الطوعية حيث تقوم هذه المراكز برعاية الأيتام من الناحية التعليمية والتربوية والصحية من خلال الخدمات للأيتام وأسرهم وتتمثل تلك الخدمات في برامج رياض الأطفال للأيتام الصغار والبرامج التربوية والتعليمية.

جدول رقم (1) يوضح الجمعيات القومية والمنظمات الطوعية والوطنية والأجنبية العاملة في مجال كفالة الأيتام في السودان :ـ

رقم
اسم الجمعية
المقر
كفالة داخلية
كفالة خارجية

1
جمعية الرحماء لكفالة الأيتام
الخرطوم
300 يتيم
ـــــــ

2
هيئة الأعمال الخيرية
الخرطوم
58 يتيم
118

3
منظمة سلسبيل الخيرية
الخرطوم
450 يتيم
ـــــــ

4
الوكالة الإسلامية للإعانة
الخرطوم
752 يتيم
112

5
الجمعية الأفريقية لرعاية الأمومة والطفولة
الخرطوم
1000 يتيم
4016

6
منظمة الشهيد
الخرطوم
20000 يتيم
ـــــــ

7
جمعية قطر الخيرية
الخرطوم
ــــــ
727

8
منظمة فتية الإيمان
الخرطوم
126 يتيم
727

9
جمعية الصفاء الخيرية
الخرطوم
164 يتيم
ـــــــ

10
الإتحاد النسائي الإسلامي العالمي
الخرطوم
164 يتيم
ـــــــ


المصدر:ـ وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية.

مما سبق يتضح أن المجتمع السوداني يقوم بكفالة الأيتام بطرق غير منتظمة وأن الحكومة السودانية قد بذلت جهودا لمساعدة الأيتام وحل مشكلاتهم ومشكلات الأرامل وأيضا المنظمات الطوعية قامت بدور لا بأس به في كفالة الأيتام .
وهنا لابد أن نشير إلى تجربة مراكز تنمية المرأة والمجتمع ـ جامعة النيلين كتجربة فريدة ومتميزة لمعرفة مدى الاستفادة من هذه التجربة للأرامل التي عن طريقها تعتمد الأسر على نفسها.


الفصل الثاني: تجربة مراكز تنمية المرأة والمجتمع بجامعة النيلين لتنمية المجتمع :ـ

تبنت جامعة النيلين أمر قيام مراكز تنمية المرأة حتى تتأكد ثقة المجتمع واحترامه لطرح فكرة تفعيله لنفسه من خلال برنامج تعليمي الفكرة ، وتثقيفي التوجه ، وتدريسي المنحى تقوده الجامعة ويمنح " شهادة تنمية القدرات لمدة عام " عبر رؤى واعدة وطرح جديد تتغلغل الجامعة من خلاله في الأحياء السكنية لتنفيذ فحواه بالقرب من سكن الدارسات . ومن ثم تمحورت أهداف المركز حول التالي :ـ

رفع الكفاءة الإنتاجية للمرأة في سبيل تنمية قدراتها الاقتصادية والمؤسسية عن طريق التدريب على المهن المختلفة والعمل الجماعي وذلك لتخفيف حدة الفقر ونشدان ربط التنمية الشاملة بربطها بمراكز تنمية المرأة .

تفعيل دور المرأة من خلال التعليم والتواصل والتثقيف والتدريب لتقود مجتمعا تباعا وتشارك في التنمية والإنتاج وذلك للاستفادة من طاقتها المادية والمعنوية .

توسيع قاعدة المشاركة في التنمية ببسط فكرة التعليم والتدريب بانتقال الجامعة للأحياء والأطراف البعيدة للاستفادة من الطاقات المعطلة للنساء غير المشاركات في دورة الاقتصاد لصعوبة خروجهن من بيوتهن .

مساهمة مراكز تنمية المرأة في تنمية الاعتماد على الذات والشعور بالمسئولية والمقدرة على حل المشكلات المجتمعية القائمة .

المراكز على أرض الواقع :ـ

لا يصدق البعض حقيقة نجاح هذا المشروع الذي بدأ في 14 فبراير 2004 بصورة تجريبية بمراكز كشفت حقيقة تطلع المجتمع وأشواقه للتعليم والتثقيف والتدريس حيث بدأ طرح المشروع بولاية الخرطوم لقيام مركزين فقط في العام الأول بكل من الحارة 16 والحارة 29 بالثورات بمحلية كرري بالريف الشمالي بأم درمان ، وتقاطرت الوفود لجامعة النيلين لطلب فتح مراكز بالمناطق المختلفة بولاية الخرطوم حتى وصلت المراكز في مجملها 508 مركزا بولاية الخرطوم وضواحيها .

المناهج الدراسية:ـ

غطت المناهج الدراسية مواضيع الصحة العامة، والثقافة البيئية، والغذاء والتغذية، والتربية الدينية، والزراعة والإنتاج الحيواني، والتربية الجمالية حسب التفصيل أدناه:
( أنظر الشكل رقم 1 )



شكل (1) سباعية تنمية المرأة لبناء القدرات والتدريب



الصحة العامة :
عبارة عن تثقيف صحي كمرحلة متقدمة للوقاية والتعريف بالأمراض المختلفة وذلك لتفعيل جهاز الإنذار المبكر لأجل الوقاية والصحة بمفهومها الشامل وليس الخلو من الأمراض والعاهات ، وإنما تمثل السلامة البيئية والاجتماعية ، فالمنهج يشتمل علي الرعاية الصحية الأولية بما فيها صحة الأمومة والطرق التي يجب تفعيلها لتحقيق السلامة في فترة الحمل وصحة الطفولة كما يحتوي المنهج علي أمراض التنفس والأسهالات كما يعني بصحة المسنين والأمراض المستوطنة من ملاريا وفقر دم ...الخ، بالإضافة إلي الإسعافات الأولية.

الثقافة البيئية:
البيئة عبارة عن انعكاس لمظهر المجتمع الحضاري ومراعاة التوازن في التنمية . ويحتوي المنهج علي تعريف بالمفاهيم الأساسية للبيئة وقضايا الموارد الطبيعية وتعامل المرأة مع الطاقة وارتباط البيئة بالشجرة وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية وصحة البيئة وأثرها علي صحة الإنسان وسلامة المجتمع.

الغذاء والتغذية:

يشتمل علي مكونات الغذاء التي يحتاج إليها الجسم والمجموعات الغذائية وتشمل الحليب ومنتجات الألبان واللحوم وبدائلها بالإضافة إلي الحبوب، كما يعني المنهج بأغذية المجموعات الخاصة مثل أمراض الحساسية ومرض السكري ومشاكل أمراض القلب. ويركز هذا المنهج علي البدائل لمكونات المائدة السودانية وفي معظمها تدريب عملي .

التربية الدينية:

تقل اهتمامات المرأة لتعليم وتثقيف نفسها من الناحية الدينية فهي عموما متدينة أكثر من الرجل وتحافظ علي عباداتها ولكن تنقصها المعرفة والتعليم فهي تجهل الكثير من خصوصيات دينها سيما تلك التي تعالج قضايا تدخل في دائرة المرأة نفسها ، ومن ثم يسلط المنهج الضوء علي فقه الأسرة باعتبار أن الأسرة نواة المجتمع وبصلاحها يصلح المجتمع ، وتبرز العادات الضارة كواحدة من العوامل التي تهدم المجتمع وتحدث شروخاً نفسية تؤثر علي الشباب.

الزراعة والإنتاج الحيواني:

يركز المنهج علي تنسيق الحدائق المنزلية وزراعة بعض الخضروات التي يسهل زراعتها بالمنزل (مثل الجرجير والطماطم) وتكون الزراعة في أحواض لا تتعدى حجمها مترين مربعين ، أما في الإنتاج الحيواني فتدرس مادة الدواجن نظرياً وعملياً وأيضاً يركز المنهج علي تربية الماعز والبقر وعصافير الزينة .

التربية الجمالية:



تدرب فيها المرأة علي الرسم، والتصميم، والصباغة، والطباعة، والتطريز، وأعمال السعف، والجلد، والخشب، والسيراميك البارد، والتريكو، والمفروشات، وأعمال القرع، وسيقان القمح، والنحت علي الزجاج والمرايا. لقد ظهرت مواهب كثيرة وسجلت كراسات الدارسات إبداعات نساء تجاوزت أعمارهن الستين عاما ً. أما طباعة وصباغة الأقمشة فقد توافقت مع أمزجة الدارسات ووجدت إقبالا فاق حد التصور وتعددت الأعمال وشملت الملبوسات والمفروشات في عمل الديكور المنزلي وتُعكس هذه الأعمال في المعارض التي تُقام في المناسبات المختلفة.

الاقتصاد المنزلي :

هو علم اجتماعي تدرس فيه المتطلبات الداخلة في الإنتاج ( التوزيع واستهلاك السلع والخدمات ). والهدف منه توقع الأحداث الاقتصادية ووضع السياسات التي تصحح المساكن . وهو دراسة تطبيقية لعلم الاقتصاد ويهدف إلي ترشيد الموارد علي مستوي المنزل كوحدة أساسية للمجتمع تضم مفردات المنهج : إدارة المنزل – الميزانية – وكيفية الطبخ – والنظافة بأنواعها .

الدراسة بالمراكز :

شروط القبول ميسرة جداً فقط أن تعرف المرأة القراءة والكتابة وأعمار الدارسات من سن الخامسة عشر وحتى بعد الستين عاماً وقد انتظمت النساء في هذه المراكز بمختلف الأعمار وأحياناً تجد بالمركز الواحد الابنة والأم والجدة.

تتم الدراسة في الغالب بمدارس مرحلة الأساس بين الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة السادسة مساء وتكون هناك محاضرتين في اليوم زمن المحاضرة الواحدة ساعتين. أبعد مركز من سكن الدارسة يقل عن الخمسمائة متر .
يتم القبول بنظام الفترات كل أربعة شهور تقبل دفعة جديدة وتستمر الدراسة لأربعين أسبوعاً أي في العام تقبل ثلاثة دفعات تكمل كل واحدة منهن الفترة المحددة لها.

من المهام الأساسية لهذا البرنامج القيام بترقية الحس بإدخال ثقافات ومهارات متعددة وشاملة تهم المرأة لتكون فاعلة ومنتجة. في شهر أكتوبر2005م تمّ تخريج الدفعة الأولي ألفين دارسة يحملن شهادة تنمية القدرات لمدة عام .

إن إشباع المجتمع لحاجته المادية يعتبر أهم هدف بشري، ومن هنا تأتي أهمية دعم ومساعدة الأمم المتحدة والمنظمات الخيرية لتحقيق هذا الهدف لتشابك المنافع المشتركة والمتبادلة في "مشروع مراكز تنمية المرأة والمجتمع" فهو من وإلى المجتمع تتبادل فيما بينة المنافع والعائد علي الأمة هو الأكبر حيث يتمثل في تجميع الطاقات ورؤوس الأموال لقيام مشاريع استثمارية . فمشروع مراكز تنمية المرأة والمجتمع بجامعة النيلين كان من أجل التعليم والتثقيف والتدريب وذلك لتأهيل المرأة لولوج باب العمل بمبادرات فردية قائمة علي مردود الفائدة المرجوة مما اكتسبنه من خبرة عمل نتيجة لدراسة مناهج تنمية المرأة لمساعدة الأسر الفقيرة بمدها بأدوات الإنتاج وذلك في المشاريع المطروحة وكل هذه ستكون مربوطة مركزياً بدائرة متخصصة تخطط وتراقب وتبدع في كل مشروع من المشاريع وتكون هناك نواة مركزية تتفرع منها المشاريع لمجموعات النساء العاملات فمثلاً عند قيام مشغل للملابس الجاهزة يكون أساسة 50 إلى 200 من العاملات في المرة الواحدة وتكون هناك عينات يقمن هؤلاء العاملات بتقليدها وتكرر. تبدأ التجربة بالتقليد الذي يكون مصحوباً بالخطأ وتكرر المسألة في كل مرة حتى الوصول لنتيجة ممتازة وتأخذ كل عاملة كمية من الملابس إلى منزلها وتأتي إلى المصنع وتسلم ما صنعته وهكذا.



جدول(1) نماذج لمشاريع تنمية المرأة بالمراكز بمحليات شرق النيل ، والخرطوم ، وبحري ، وكرري ، وأمبدة ، وأم درمان ، وجبل أولياء .

الهيكل التنظيمي:

الهيكلة التنظيمية أساسها وحدة العشرة الأساسية من خريجات مراكز تنمية المرأة يخترن أحداهن لقيادتهن (خادم العشرة) وقد يصل خدام العشرة إلى آلاف وكل عشرة من خدام العشرة يخترن " خادم المائة " وهكذا كل عشرة من خدام المائة يختارون " خادم الألف " ويتصعد ذلك حتى يصل " خادم المائة ألف " وهو قمة الهرم .

ملكية الانتفاع:

والتي نقوم بها لتمليك المشاريع للخريجات اللاتي يعملن فيه وذلك كملكية انتفاع تمتد لخمسة أعوام نستقطع أثناءها نسبة 20% من الأرباح لتملك بها الأخريات وذلك مع وجود المشروع الأم الراعي لكل نوع من المشاريع تحت إشراف إدارات خاصة تشرف على المشاريع وتتابع مراحل نموها وتطورها .

دراسة جدوى مشروعات المراكز :

تتميز دراسة الجدوى لمشاريع المراكز بالصعوبات الآتية :

لا ينتج المشروع سلعة واحدة وإنما عدة سلع.

صعوبة حصر كميات الإنتاج بالدقة المطلوبة من كل صنف لتفاوت طاقات الدارسات وإمكانياتهن في الحرص والتجويد والإتقان.

صعوبة تقدير الإيرادات والمصروفات بالدقة المطلوبة للتفاوت في مقدرات الدارسات الإنتاجية والتسويقية ، مما جعل دراسة الجدوى لمثل هذه المشروعات تحتوي علي مؤشر أو اثنين ( مثل فترة الاسترداد ومعدل العائد علي الاستثمار بالنسبة لمشاريع الدارسات ، والتركيز علي الربحية الاجتماعية بالنسبة للجهة الممولة للمشروع .

نبذه عن هيئة الأعمال الخيرية بولاية الخرطوم :

نشأة الهيئة وأهدافها:

أنشأت عام 1984م بمدينة كسلا في مجال الإغاثة ومسجلة لدي المجلس السوداني للجمعيات الطوعية " أسكوتا " بدأ العمل لكفالة الأيتام بولاية الخرطوم في عام 1992م توجد في ولاية الخرطوم تسعة مراكز (الخرطوم- أمدرمان- شرق النيل ) وتقوم هذه المراكز برعاية الأيتام الذين يبلغ عددهم ثلاثة ألف يتيم .

أهداف الهيئة :

مساعدة اليتيم.

تنمية المجتمع في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.


أنشطة الهيئة :

تتركز أعمال الهيئة في ولاية الخرطوم في الأتي :-

مشروع كفالة الأيتام

والذي يوزع في مراكزها التسعة علي نطاق ولاية الخرطوم (الخرطوم - أمدرمان- الخرطوم بحري )




مصدر تمويل الهيئة:

يتم التمويل عبر:-

القروض الحسنة.

الصدقات.

الهبات من الهيئات والأفراد الخيرين .

الإعانات من الحكومات والمؤسسات بموافقة مجلس أدارة الهيئة .

عائدات الاستثمار والأوقاف الخاصة بالهيئة ومؤسساتها .


طبيعة عمل هيئة الأعمال الخيرية:

تعمل هيئة الأعمال الخيرية في مجالات كفالة الأيتام والدعوة والإرشاد والتنمية الاجتماعية .

أهداف الهيئة :

ترجمة وتجسيد مبادئ الإحسان والتكافل والتضامن والتراحم والتعاون علي البر

تعميق أواصر التعاون بين البشر عامة علي اختلاف أديانهم وأقطارهم وألوانهم وألسنتهم

تقديم الخدمات الأساسية للضعفاء والمحرومين من ضحايا الكوارث والظروف الطبيعية والمجاعات دون تمييز في الجنس أو اللون أو العقيدة أو الوطن.

كفالة الأيتام وإيوائهم وتأهيلهم بما يمكنهم من تأمين حاجاتهم الأساسية .


وللهيئة وسائل عدة لتحقيق أهدافها :

إعداد الدراسات العلمية والمسوحات الميدانية وجمع المعلومات والإحصاءات لرسم سياسات الهيئة وخططها وبرامجها .

إعداد مشروعات التنمية المتكاملة وتقديمها للمؤسسات الخيرية الدولية والحكومية رغبة الحصول علي أكبر قدر من المساعدات والمشاركات المتميزة.

تقوية علاقات الهيئة مع الأفراد والهيئات والروابط والمنظمات العاملة في مجال الأيتام .



مميزات مشروع كفالة الأيتام:-

يمتاز عن غيره بالأتي

اتساع مفهوم الكفلة الذي كان يقتصر على العون المادي إلى الرعاية التربوية والثقافية والصحية .
المشاركة المباشرة للكفلاء لمتابعة سير العمل عبر المراكز .
تمّ التفكير في رعاية أمهات الأيتام (الأرامل) بعد أن برزت مشكلة غموض مصير الأسر بعد الكفالة فكان مشروع مراكز تنمية المرأة والمجتمع "جامعة النيلين حلاً ليساعد الأسر في الاعتماد علي نفسها ولمعرفة المزيد وللتحقق من دور تجربة مراكز تنمية المرأة جامعة النيلين رأينا أجراء الدراسة الميدانية وتوزيع الاستبيان لعينة مقصودة من مجتمع البحث للتوصل إلى نتائج دقيقة يمكن بعدها تقديم بعض التوصيات وهذا ما يقدم في الفصل الثاني .



الفصل الثالث: الدراسة الميدانية لتجربة مراكز تنمية المرأة والمجتمع
< لدعم أم الأيتام >

لمعرفة مدى نجاح أو فشل التجربة أجريت الدراسة الميدانية للتعرف على المعلومة الصحيحة الدقيقة .

(أ) مجتمع الدراسة :

يتكون مجتمع الدراسة من الأرامل اللاتي يتبعن لهيئة الأعمال الخيرية – مكتب السودان – اللاتي يدرسن في مراكز نخبة المرأة والمجتمع وعددهن 1.200 أرمله بالمراكز المختلفة وكان اختيار العينة 30% من العدد الكلي من كل المراكز التي يبلغ عددها (9) مراكز بولاية الخرطوم.

(ب) أسلوب الفحص:

بعد تقويم صحيفة الاستبيان تم اختيار أسلوب المقابلة الشخصية للإجابة على أسئلة الاستبيان ويتميز هذا الأسلوب عن غيره من تقنيات جمع المعلومات بالمباشرة والصحف. وكذلك يمكن الحصول على بيانات أكثر دقة إذ يستطيع الباحث القيام بشرح كل الأسئلة التي لا تكون واضحة كما تم استخدام الوسائل الإحصائية من تحليل البيانات المبينة على الجداول التكرارية تبعاً لإجابة الأرملة عن عدد الأسئلة والنسب المؤوية للمقارنة بين الإجابات.



مناقشة النتائج:-

أظهرت النتائج أن الفئة العمرية بين 25- 44 هي أعلى نسبة لأفراد العينة كما هو موضح في الجدول رقم (3) ويلاحظ أن هناك علاقة بين الأمهات والأيتام إذ أن الأمهات اللاتي جاوزن (60) عاماً يفترض أن تنتفي صفة أم اليتيم .
أما الجدول رقم (4) والخاص بالمستوى التعليمي أن غالبية أفراد العينة بين التعليم الثانوي والجامعي مما يؤكد أن هذه المنظمة تهتم بالتعليم إذ أنه توجد مراكز لمحو الأمية وهذا ما أظهره هذا الجدول إذ أن نسبة الأمية تمثل فقط ( 6 % ) من العدد الكلي لأفراد العينة .
يشير الجدول رقم (5) والخاص بالحالة الاجتماعية أن هناك نسبة مقدرة من المتزوجات وهذا ما أكده الجدول رقم (3) إذ أن أعمار أفراد العينة تتراوح من (25- 44 ) وهذه الفئة التي تكون فيها المرأة مرغوبة في الزواج كما يوضح الجدول أيضاً أن هناك نسبة مقدرة من الأرامل اللاتي تفرقن للمسئولية ورعاية وتربية أبنائهن لتعويضهم عن فقدان الأب .
وفي الجدول رقم (6) أظهرت النتائج أن غالبية أفراد الفئة حالتهم الاقتصادية ضعيفة جداً وهذا أيضاً يؤكده الجدول رقم (7) والخاص بعدد أفراد الأسرة إذ أن غالبية أفراد الأسرة يتراوح ما بين (6- 10) وهي أعلى نسبة والمعروف أن مشكلة اليتيم هي أن المبالغ المدفوعة لكفالة اليتيم لا تفي باحتياجاته كما أن الاعتماد على الكفالات الخارجية مربوط بالسياسة العامة للدولة ويتضح ذلك جلياً في حرب الخليج وهذا ما أظهره الجدول رقم (9) أن أعلى نسبة لأفراد العينة يعتمدون في دخلها على المنظمة .
أما الجدول رقم (10) أن أعلى نسبة في سبب التحاق هؤلاء لمراكز تنمية المرأة هي لزيادة الدخل وهذا ما يؤكده فرض الدراسة القائل أن هنالك علاقة ترابطية بين مؤسسات التعليم العالي والمجتمع وأيضاً الجدول رقم (11) الذي أظهر أن (100%) من أفراد العينة يرون أن المناهج التي تدرس لهن بالمركز مفيدة .
أما نوع المشاريع المفضلة أثبت الجدول رقم (12) أن الأعمال اليدوية ومصنع الملابس الجاهزة ومصنع التريكو كانوا أعلى نسبة على التوالي مما يجعلنا أن نهتم بهذا الرأي لأن هذه المشروعات عائدها سريع وممكن الاستفادة منها في إطعام الأسرة أيضا الاستفادة من الخامات المحلية .
أما الجدول رقم (13) أن أفراد العينة أن هذه المشاريع تساعدهن في الأكل والشرب والتعليم والعلاج مما يؤكد قدرة هذه المشاريع على حل مشكلات الأرامل وتقوم برعاية وكفالة الأيتام بطرق تنظيمية وهذا ما يؤكده الغرض القائل بأن تنمية العقل البشري هي الأساس في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.


التوصيات:-

بعد تحليل هذه الدراسة ومن متابعة مخرجات المقررات الدراسية والتدريب المتخصص المطروح بالمراكز والذي أتاح للأرملة واليتيم الاستفادة من الدراسة لمواجهة الحياة وذلك بالاستفادة من المراد المالية الشحيحة انبثقت النقاط التالية:

ساهمت مراكز تنمية المرأة والمجتمع في عدة أوجه غيرت الكثير من المفاهيم والثقافة داخل الأسرة لذلك لابد من الاهتمام من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والمنشآت التدريبية على تنمية المجتمع والإرشاد العلمي والتكنولوجي والتطور عبر حاضنات الأعمال ومشروعات الصناعات الصغيرة.
قيادة مراكز تنمية المرأة والمجتمع لمنظومة الخدمات وتمويل المشاريع المختلفة وأن غالبية المنظمات الخيرية التي تعمل في كفالة الأيتام محددة ونوع المشاريع فيها تتعرض لعدم الاستمرارية مما يعرض هذه الأسر للضياع.
نقل تجربة مراكز تنمية المرأة والمجتمع لتنمية الأرملة (أم اليتيم) للدول الأخرى مما يؤمن العيش الرغد الكريم.
التركيز على بناء القدرات والتنمية البشرية للمساعدة في رفع الوعي الصناعي مما يمكن الإنتاجية ومن ثم محاربة الفقر ومكافحته.
التفكير في إنشاء مراكز متخصصة في الإعداد للدراسات والمشروعات والبرامج الاجتماعية والنفسية التي تساهم في الدعم المعنوي وكيفية تعويض اليتيم عن فقدان والدة وكيفية إدماجه في المجمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق