الجمعة، 15 مايو 2009

حركة التوحيد والإصلاح وأحداث الدار البيضاء

إن الوضوح الذي ينتقد الدكتور عدم وجوده لدى الحركة استفزه فكتب باسم غير اسمه و لو كتب أخونا باسمه لزاد في أعين بعض المتتبعين للموضوع من الخارج على الأقل .
هناك فرق كبير بين النقد الموضوعي الجاد والذي يروم البناء والإصلاح من داخل الأسس الفكرية التي قام عليها أي تنظيم وبين النقد الحاقد على أشخاص وهيئات . وهنا لن انزلق لأدافع على أشخاص بأسمائهم من قيادة الحركة معروفون بالدفاع عن الإبداع وتحديث الحياة الفكرية الإسلامية لكي لا نشخصن الموضوع
وسوف نناقش الأفكار الواردة في المقال الثاني ، إن الأخ كان محقا في النزعة الدفاعية لدى عموم أبناء الحركة عن الإسلام وعن كل ما يرتبط به ولعل أخونا يتذكر أيام الجامعة وكيف كان التجديد ون فيها هم حملة لواء الدفاع عن كل ما هو إسلامي بدون توجيه لا من قيادة الحركة ولا حتى من أعضائها في المدن الجامعية بل كان تصرفا طلابيا رغم ما فيه من الجنوح ولكنها كانت حركة الشباب الذاتية . إن الموضوع يحمل في ؤطياته الحركية والانتماء فإذا كان العرض من النقد الهجوم العبثي على أية حركة إسلامية كما كان ينزلق اليسار المتطرف تواجه بالدفاع والاستماتة في ذلك وهذه سنة الله في الحياة أما إذا كان النقاش موضوعيا فان جنبات الجامعة عرفت نقاشا نقديا لجميع حركات الأحياء الإسلامي ما لها وما عليها . أما النقد داخل الحركة فان له أطره وهيأته إن مشكلة بعض المتساقطين هي عدم الاستطاعة على الاندماج التنظيمي و يظهر ذلك عبر احتجاج إعلامي .
إذا كنا نتكلم عن تنظيم فأدبيات التنظيمات واضحة، الالتزام أولا والنقد والأخذ ثانيا كيف نطالب بمصالح الناس ووهم لم يوفوا حق التنظيم هذا تلميح فقط للأخ ولو أراد نصحا اخويا تفصيليا فله أبوابه إن شاء الله
أيعتقد أن إغلاق جريدة الحركة أمامه هي السبب لكنه النزوع نحو إبراز الذات كأي مراهق فيجب أن نتعلم أبجديات الرشد التنظيمي وهي لعمري التقصير الذي سقطت فيه بعض قيادات الحركة حيث كان البروز لبعض المتسلقتين يتم عن طريق محاضرة هنا أو هناك وهم لا يملكون حتى اليسر اليسير من الثقافة التنظيمية .والجريدة على كل حال لسان الحركة ما ينشر فيها يجب أن يعبر عن تصوراتها و لايمكن أن نجد فيها مقالا يطعن في أشخاص قيادتها وهيئاتها وإلا كنا حالمين ونعيش في اوتوبيا التنظيم المشاعي وهذا نقاش آخر على أية حال
وكل محاولة للتحديث لا بد لها من أرضية عقدية وثقافية ، تشكل الأساس الذي تنطلق منه، والقاعدة التي تسير عليها ، ومآلات هذه العملية
الكل متفق على الكتاب والسنة فهل الاطلاع على منتجات مفكرين من مثل الجابري وطه عبد الرحمان ... تغني المثقف أو العضو الحركي من اصل الأصول
أن الحركة عرفت نفسها بانها حركة إسلامية دعوية تشتغل بالسياسة أما إذا أراد الأخ أن ينشأ جمعية ثقافية تهتم بمحاربة السلفية الجهادية و والإصلاح والتجديد وفلسفة المشروع الإسلامي المبشر به . والله ان أعضاء الحركة من المتعطشين للقراءة . لعل الأخ يعرف كم من جماعة خرجت من الجماعة الاسمية لحد الآن وكم إطار ترك الإصلاح والتجديد ...إنها الأوهام التي يتخيلها صاحبنا
هل يريد أن يقنعنا الأخ أن بنية الحركة بنية سلفية تقليدية هل يعرف ماذا يقرؤون وما هي قناعتهم الفكرية وكيف تم ويتم هذا التوافق بين قيادة الحركة ذات التوجه السلفي وعموم الأعضاء الحداثيين المبتدعتين بلغة السلفية هل الأخ يعرف التنظيم أم نفسيته المقصية أنسته ذلك ؟ إن البحث في البنية الثقافية لأي تنظيم تحتاج لبحث علمي ميداني وليس تصيد مواقف وتصريحات هل إنتاج السيد الريسوني وعز الدين توفيق سلفي وهابي أم مقاصدي ؟ اللهم بصر القلوب ، كيف نتهم أهم حركة بعث إسلامي اتصفت في المبالغة في التجديد لم تقلد لا الإخوان ولا غيرهم في بنيتها التنظيمية والفكرية بل كانت منفتحة على الجميع تجد فيه الصوفي والسلفي أم تريد لنا تنميطا فكريا واحدا أية حركة لحد الآن جددت في مفاهيم الشورى كما قامت به الحركة هل في دينكم البيعة للأموات أم الأحياء إن الذي يكتب عن الأشخاص مريض بالشخصانية كما هو حاصل في الجزائر ليس عند الإصلاح والتجديد تيارات أشخاص.
إذا كان حفظ القرآن وتفسيره من المراجع المعتمدة سلفية فنعم بها وان كانت الدروس التربوية تتركز حول أخلاق المؤمن من القرآن، والسنة فما الضير في ذلك ، فالمتخلق بأخلاق القرآن لا يدعو مصطفى بوهندي بالأخ والحسن العلمي ينعته بالمدعو . إن النقد الموضوعي للبرنامج التربوي ليس بالأحكام المشيخية فهذا يحتاج من الناقد جهدا عقليا اكبر لفهم الرؤية التربوية ومراحل البرنامج وفاقد الشيء لا يعطيه . نرجو أن نقرأ قريبا برنامجا تربويا للأخ ومشروعه التصوري للمشروع الإسلامي وان لا يضمنه ما جاء في ورقة إستراتيجية العمل الإسلامي في القرن المقبل .
إن أعضاء السلفية الجهادية وغيرهم مواطنون قبل كل شيء والمتهم برئ حتى يدان فكيف نأخذ على مناضلي الحركة الحقوقيين والإعلاميين الدفاع عن المظلومين أم يريد أن يوهمنا الأخ بأننا نعيش في المغرب دولة الحق والقانون . والحاقا بذلك نقول أن المشكلة في المغرب ليست لا سلفية جهادية ولا صوفية منازعة بل المشكلة اكبر من ذلك انه تراكم الانهيار الحضاري الذي عاشته الأمة وخاصة في بعده السياسي والاجتماعي .
إن الفرد المريض سوف يكون عبئا على أي تنظيم وممكن أن يحسن من أدائه وفعاليته ولكن إن كان كلا فأينما توجهه لا يأت بخير أما الفعال فأينما تضعه يكون معطاء ومجددا وفعالا والخبرين بالتنظيمات يعرفون ذلك اكثر من المنظريين من الصوامع
وفي الأخير فليسائل كل واحد منا من موقعه الحالي ماذا قدم للأمة عمليا وليحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره و سوف نكون للأخ من الواعظين
قال عليه الصلاة والسلام: (بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق).
وقال الله تعالى ملخّصاً الدين كلّه: (قل إنّني هداني ربي إلى صراط مستقيم: دينا قِيَماً) فجعل الإسلام كلّه مجموعة من القيم العليا. ولذلك جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (حسن الخلق) أثقل أعمال الإنسان يوم القيامة. ننصح الأخ بصفاء العقيدة. فالعبودية لله، والحب لله ولرسوله، والإخلاص لله، ومراقبة الله، وتقوى الله، واليقين بالله، والتوكّل عليه، والخوف منه. الخ
و بصفاء النفس عن طريق تخلّصها من الكبر والإعجاب وتخلّقها بالحياء والزهد بما عند الناس، والصبر على المصائب، والاستمرار على المجاهدة، وغيرها.
مناضل سابق بالجماعة الاسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق