السبت، 18 أبريل 2009

الطبيعة الثقافية البشرية

كتبهاnadjet1009 ، في 7 سبتمبر 2008 الساعة: 16:05 م

الطبيعة الثقافية البشرية

الإنسان بطبيعة الحال لا يستجيب للأوضاع إلا بحكم طبيعته الثقافية واتجاهه الثقافي .

فالإفرنج بطابعهم العلمي ، يستجيبون للأوضاع والمؤثرات الخارجية إستجابة علمية ، فيبحثون عن موضوعية المثير ، ومدى قابليته للملموسية ، وخضوعه للقوانين العلمية ، والإيمان بحتمية الظواهر والسببية ، ويتعاملون مع الأوضاع معاملة علمية خالية من الفسلجة والغيبيات ، بل ويؤمنون بمادية الظواهر أي يخضوعها إلى العالم الحسي .

أما فئة العرب ، فبحكم طابعهم البلاغي ، فإنهم لا يستجيبون للأوضاع إلا إستجابة بلاغية تتمثل في الحكم على المعنى من خلال الكلام ، وأثر الكلمة في المعنى ، والبحث عما وراء الكلمات ، وعلاقة الدال بالمدلول . مما جعلهم يستجيبوا لكتاب القرآن إستجابة بلاغية تمثلت في تفسيره إعتمادا على مفهومهم البلاغي ، وراحوا يعتمدون على النحو والصرف للوصول إلى شرح أيات علمية لا يمكن أن تشرح إلا عن طريق العلم ، وهو الأمر الذي عرض الإسلام والمسلمين إلى أسوأ النتائج كما نلاحظه اليوم .

غير أن العرب أقرب من غيرهم من فهم القرآن بكون طابعهم البلاغي الذي يقترب بشكل أكثر من الطابع العلمي ( الإفرنجي ) ، ولذلك أنزل الله أول سورة في القرآن وهي (إقرأ باسم ربك ) ، بل وأول كلمة منه ، لكي لا ينحرف المسلمون عن جادة الصواب ، لأن الطابع البلاغي وحده لا يؤدي إلى غزو الفضاء ، والطابع العلمي وحده لا يؤدي إلى غزو أعماق النفس البشرية .

أما فئة اليهود بطابعهم السحري ، وخاصة المسلمين منهم الذين يختفون وراء النقاب ، فإنهم يستجيبون للأوضاع إستجابة سحرية ، فيفسرون الظواهر العلمية تفسيرا سحريا ، ويؤمنون بالسحر إيمانا مبالغا فيه ، ، بل ويعتمدون عليه حتى في معاشهم اليومي ، وقد ذهب بهم هذا الطابع إلى أخطر من ذلك وهو الإعتقاد بسحرية القرآن .

فقد كانوا قبل دخولهم للإسلام يعتقدون أن القرآن سحرا ، ولما دخل بعضهم الإسلام إختفوا وراء النقاب وتنازلوا عن درج واحد أو درجين ،أي من الإعتقاد بسحرية القرآن إلى الإعتقاد بأن كتابته سحرا .

ولو سألت من كل فئة واحدا من الفئات الثلاثة ، الإفرنج ، العرب ، اليهود عن كتابة القرآن ،لأجابك كل واحد حسب طبيعته الثقافية . فيجيك الإفرنجي حسب طابعه العلمي بأن كتابة القرآن فسلجة ولا علاقة لها بالمفاهيم العلمية .

ويجيبك العربي حسب طبيعته الثقافية البلاغية بأن كتابة القرآن ليست في شيء بل أن الرسول نهى عن كتابة أحاديثه ولم ينهى عن كتابة القرآن ، إذ يقول الرسول (ص): ( لا تكتبوا علي ومن كتب على غير القرآن فليمحه ) وهذا يقابله من القرآن:( واتلو ما أوحي إليك من كلمات ربك لا مبدل لكلماته) كدلالة على صدق الحديث —- سورة الكهف

ويجيبك اليهودي بحكم طابعه السحري أن كتابة القرآن سحرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق