الثلاثاء، 14 أبريل 2009

الثقافة التنظيمية الداعمة للتحول والجودة الشاملة

ما هي الثقافة التنظيمية؟يكثر الحديث في مواقع العمل عن الثقافة التنظيمية ، تلك الكلمة الغامضة التي تميّز بيئة عمل عن غيرها، من الأسئلة الأساسية التي يطرحها رب العمل على المتقدم للوظيفة هي تلك التي تكشف عن مدى تلاؤم ذلك المتقدم مع ثقافة الشركة؛ ورغم صعوبة تعريف الثقافة فإنك غالباً ما تتمكن من اكتشاف المستخدم المتلائم مع ثقافتك لتقول بثقة: "يبدو مناسباً".الثقافة التنظيمية هي البيئة غير المادية التي تحيط بك في مكان العمل بشكل مستمر. وبالرغم من أنها عنصر بالغ الأثر في تكوين شعورك بمتعة العمل وتحديد طبيعة علاقاتك ومسيرة العمل إلا أنها تبقى أمراً غير محسوس، تشعره ولا يمكن أن تراه إلا من خلال مظاهر محددة تطبع مكان العمل.الثقافة والشخصية متشابهان في عدة جوانب، وحيث أن كل إنسان لديه مقومات شخصية محددة مثل القيم والمعتقدات والقناعات الكامنة والاهتمامات والتجارب والنشأة والعادات، كذلك فإن الثقافة تتكون من القيم والمعتقدات والقناعات الكامنة والمواقف والسلوكيات المشتركة بين مجموعة من الناس. الثقافة هي السلوك الناتج عن توصل المجموعة إلى نسق من القواعد –تكون غالباً غير مكتوبة وغير محكية – تحدد مسار العمل.تتكون ثقافة المنظمة من حصيلة التجارب الفردية في حياة كل موظف يتواجد ضمنها، وتخضع الثقافة التنظيمية بشكل خاص لتأثير مؤسسها والتنفيذيين والطاقم الإداري بسبب دورهم في صناعة القرار وتحديد التوجه الاستراتيجي.هناك عدة عناصر تصوغ الثقافة التنظيمية منها:1) اللغة2) صناعة القرار3) الرموز4) القصص والحكايا المتوارثة5) ممارسات العمل اليوميةإن مظهراً بسيطاً مثل المواد المختارة لتزيين طاولة العمل سيكشف لك عن الكثير من النواحي الشخصية لأفراد فريق العمل لديك ومدى مشاركتهم في ثقافة منظمتهم.كما ينطوي محتوى لوحة الملاحظات والرسالة الإخبارية للشركة وأسلوب تفاعل الموظفين في الاجتماعات وطريقة تعاون الأفراد على كمّ هائل من المعلومات التي تتناول ثقافة منظمتك.مفاهيم أساسية حول الثقافة: في السطور التالية يحاول كل من البروفسور كين تومبسون (جامعة دي بول) وفرد لوثانز (جامعة نبراسكا) إلقاء الضوء على المميزات السبع للثقافة، وذلك مع إدخال آرائي التفسيرية في الموضوع.الثقافة=السلوك: الثقافة تسمية مستخدمة لتوصيف السلوكيات التي تمثل الأنماط العامة السائدة والفاعلة في بيئتك. وعلى الأغلب فإن الثقافة لا توسم بالحسنة أو بالرديئة بالرغم من أن بعض الجوانب في ثقافتك قد يكون مشجعاً لتقدمك ونجاحك بينما يقف بعضها الآخر عائقاً في طريقك.سيادة نموذج: المسؤولية مثلاً يعتبر معززاً لنجاح منظمتك، كما يعتبر نمط خدمة الزبون المتميزة عاملاً هاماً في تسويق منتجاتك ومشاركة الموظفين، في حين يشكل نموذج التساهل مع الأداء الضعيف أو التهاون في مواجهة الفوضى بهدف المحافظة على الوضع الجاري كما هو عقبة تعوق تقدمك.تُكتسب الثقافة بالتعلم: يتعلم الإنسان القيام بسلوك معين من خلال المكافآت أو من خلال العواقب السلبية الناجمة عن تصرفه، لدى مكافأة سلوك ما فإنه يتكرر، وفي النهاية يصبح ارتباطه مع المكافأة جزءاً من الثقافة. وعبارة شكر بسيطة يلقيها التنفيذي إزاء العمل المؤدى على النحو المطلوب تعتبر لبنة في بنيان الثقافة.تُكتسب الثقافة بالتفاعل: يتعلم كل موظف الثقافة من خلال التفاعل مع الموظفين الآخرين، إذ إن معظم السلوكيات والمكافآت في المنظمات يشترك فيها أشخاص عديدون. غالباً ما يتمكن المتقدم للعمل من استشعار ثقافة منظمتك وتقدير مدى تلاؤمه معها أثناء مقابلة التوظيف، بل ويمكن تكوين صورة أولية عن ثقافة شركتك من مجرد الحديث الهاتفي الأول مع قسم الموارد البشرية.َتكوُّن الثقافات: الثانوية من خلال المكافآت. لدى كل من الموظفين رغباته وحاجاته المختلفة، ففي بعض الأحيان يقدِّر الموظفون تلك المكافآت التي لا تتصل بشكل مباشر مع السلوكيات التي يطلب المدراء من الجميع القيام بها.وغالباً ما تنشأ: الثقافات الثانوية لدى الناس عند تلقي المكافآت الاجتماعية من زملاء العمل أو عندما يشعرون أن حاجاتهم الضرورية تتم تلبيتها من خلال الأقسام أو فرق المشاريع التي يعملون فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق