الثلاثاء، 14 أبريل 2009

الثقافة التنظيمية عنصر مهم تجهله وتتجاهله معظم المنظمات

شدد باحث في مجال الموارد البشرية على أهمية الثقافة التنظيمية للمنظمات وموظفيها كمتطلب لتطبيق الجودة الشاملة معتبرا أنها (أي الثقافة التنظيمية) تساهم في تقييم أداء الخدمات التي تقدمها المنظمات وتسهل قبول التغيير، وتطبيق التقنيات الإدارية اللازمة.
وأوضح عبدالله جابر الشهري ل "الرياض" أن تطبيق مفهوم الثقافة التنظيمية وهو (السلوكيات العملية المتفق عليها بشكل رسمي أو غير رسمي والتي تتم أثناء العمل في المنظمات) داخل المنظمات السعودية سيكون من شأنه تمييز أي منظمة عن أخرى خصوصا إذا ما أدركت المنظمة أن هناك خصائص أساسية تعبر عن جوهر الثقافة التنظيمية أهمها الإبداع والمخاطرة والانتباه للتفاصيل والتوجه نحو فريق عمل المنظمة.
وحول تأثير الثقافة التنظيمية على المسار الوظيفي أشار الشهري إلى أن الثقافة التنظيمية القوية تؤدي لتقليل معدل دوران الموظفين وتؤثر على سلوك الموظفين في مواقع العمل، إذ أن اتساع نطاق الإشراف في المنظمات، وظهور التركيبات التنظيمية المسطحة، وإدخال فرق العمل، وتقليل الرسمية وزيادة قوة الموظفين، توفر المعاني المشتركة وتضمن أن كل موظف متوجه لنفس اتجاه المنظمة .
وأوضح الشهري أن تكوين الثقافة التنظيمية في المنظمات يتم بعدة طرق أهمها استخدام واحتفاظ المؤسسين للموظفين الذين يفكرون ويشعرون بنفس طريقتهم في المنظمة وعدم التفريط بهم. وإدخال معتقدات المؤسسين إلى معتقدات الموظفين وتشجيعهم على التوحد معهم .
وحذر الشهري من ندرة الدراسات التي تتناول الثقافة التنظيمية في المملكة ووصف تلك الدراسات بأنها معدومة أو نادرة جدا ومتفرقة وغير مركزة في كثيرٍ من الأبحاث .
معتبرا شركة أرامكو مثالا حياً على وجود الثقافة التنظيمية في المنظمات السعودية. وأن قوة الثقافة التنظيمية تتجلى في الإدارة اليابانية مشيرا إلى أن أسباب نجاح الإدارة اليابانية في إدارة المؤسسات الصناعية هو اهتمامها بالقيم المصاحبة للسلوك العملي، فالإدارة اليابانية ليست إدارة متساهلة (فهي أقرب إلى الشدة) ولكنها تعكس في جوهرها ملامح الثقافة اليابانية وتسخر القيم الاجتماعية السائدة لتكون في خدمة المؤسسات (المنظمات) الإدارية.
وحول إمكانية تغيير الثقافة التنظيمية في المنظمة أشار الشهري إلى أن ذلك ممكنا في المنظمات التي لديها أداء منخفض، حيث يتعين على مديريها العمل على تغيير ثقافة منظماتهم ،مشيرا إلى أنه وفي الحالات غير الاعتيادية، وحينما تواجه المنظمة أزمة تهدد وجودها فإن أعضاء المنظمة يستجيبون للجهود التي تسعى لتغيير الثقافة، ولكن بدون هذه الأزمة، فإنه يصعب تغيير الثقافة التنظيمية.
وذكر الشهري ان العديد من ممارسات الموارد البشرية مثل عملية اختيار الموظفين ومعايير تقييم الأداء، التدريب وفعاليات التطوير المهني وإجراءات الترقية، من شأنها تعزيز الثقافة التنظيمية في المنظمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق